تؤلمني كل هذه المسافات التي بيننا وهذه المشاعر اليتيمة التي تشعرنا بأننا معلقون في الهواء
نبوح بالصمت ونخفي الصرخات وراء خربشات تحرق جلود نفوسنا وتؤسس فينا
أضرحة البكاء ..!
أعترف أنني ماعدت كما كنت وما كنت لكي أعود إلى ما أنا عليه الآن ,كنت مجرد
وعاء زجاجي فارغ ومساحة بورية تمنح الخيرات عندما تجود عليها السماء برحمة
الغيث..
أعترف أنني قد أصبحت مجرد أنثى تمارس طقوس الموت واللا حياة,
تلعن أحلاما وآمالا فرضت نفسها , ودروبا رسمت خرائطها الصدف,
لماذا لكل شيء نهاية إلا ذلك الحزن المتأصل فينا بلا منتهى كلغة الأرقام
عندما تحل على أرواحنا غيوم الذكرى؟!
لماذا تبقى الأشياء بداخلنا معلقة رغم مرور السنين؟
من أعطى الحق للحكايات أن تنسج خيوط أحداثنا من أحزان ذواتنا ودماء أرواحنا ؟
وكيف يستمد الآخرون متنفسا من وجعنا وهم ويستمتعون بقراءتها والسفرعبر
صرخات الحروف المتألمة؟
أمن طبيعة الإنسان حب التغلغل داخل أوجاع الغيروالتلذذ بأنات مابين السطور
ومافوق الحروف من شدة وكسرة ؟
لقد أخبرني والدي ذات يوم عندما سألته عن مصدر تلك الحكايات التي كان يرويها لنا
كل ليلة من ليالي الشتاء ونحن ملتفون حول موقد النار وقدر العشاء فوقه أن تلك
الحكايات يولدها الزمن فينا بطريقة أو بأخرى هي( حكاوي ) أرواحنا
وخلاصة رحلاتنا وأزماتنا مع ذواتنا..!
فقد كنت أستغرب من فصاحته, فرغم أميته كان يفوق شهرزاد في سرد الحكايات
ولم يكن لأي حكاية مرجع تاريخي ولم تذكرها أي من الأساطير ..!!؟؟
فقد علمت بعد ذلك كم عانى قبل أن يصل بعد وقبل تلك الأساطير التي كان يرويها لنا....
بقلمي اللحظة