حيُّوا العـِـرَاق
*
حيّوُا العِراقَ بداَ كالمجدِ يبتَسمُ ** والحقّ ما رافقَ الأسيافَ مُحــترمُ
على الرَّصافة قد لاحت صنائعهم ** والكرخُ تشهدُ ،والفلّوجةُ الحَكَمُ
وبالرمادي من الأنبارِ في شَرفٍ** تعلو فوارسُهـم , من تحتها القِـممُ
ماءُ الفراتِ بكلّ الفخر يعرفهم ** أمواهُ دجلةَ قالت :ليتـنا خَــدَمُ
حيّوا الجيوش التي تصطفّ معلنةً** فخراً تدين لنا من عِـزِّه الأُمَـمُ
حيّوا الذين أذلَّوا الروم قاطبةً ** حتى غدا (بوشُ)من آسادهـم ينـمُ*
فأصبحَ الذلُّ عنواناً لقائدِهِـمْ ** في قلبِهِ وَجَـعٌ ، في كبْـدِهِ ضَرَمُ
حيُّوا رجالاً تراهم في معاركهم **فتحسبُ الأُسْدَ بالأسيافِ تحتـَـزمُ
وللحسام صليلٌ في مسامعهـم ** أحلى من العزْف بالألحانِ منسـجمُ
مابالكمُ لا نرى منكُمُ رجـلا **إلاّ تعجَّب من أَمجــــادِه القلـمُ
قالوا رأينا الهُدَى بالدِّين يدعمُه** بأسُ الحديـد وإلاَّ فهـو منهــدمُ
والمجدَ ينبُعُ حيثُ السيف منبعُه ** يسقيه دمٌ ، فـي إِثـر مَنبـعهِ،دمُ
دعِ الأمانيَّ ،خلَّ السيف يصنعها ** فإنمّا هـنّ تحـتَ السيف تنتظـمُ
* يَنـِمُ : أي يبــيض ، لما رأى آساد العراق أصبح دجاجة تبيض !